|  | 
| الفحم ومتلازمة بيكا | 
ما هو انحراف الشهية (Pica Syndrome)؟
انحراف الشهية أو ما يُعرف طبيًا بـ متلازمة بيكا هو اضطراب سلوكي وغذائي يتمثل في الرغبة المستمرة في تناول مواد غير غذائية ولا تحتوي على قيمة غذائية تُذكر. هذه المواد قد تكون التراب، الطين، الجبس، الطباشير، الرمل، وحتى الفحم. ورغم أن الظاهرة قد تبدو غريبة، إلا أنها مسجّلة منذ قرون في كتب الطب، ولا تزال تُشكّل تحديًا أمام الأطباء النفسيين وأخصائيي التغذية.
الفحم وانحراف الشهية
من المثير للانتباه أنّ الفحم يُعتبر أحد أكثر المواد التي قد يتجه بعض المصابين بانحراف الشهية إلى استهلاكها. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل:
- مظهره الداكن الصلب الذي قد يثير الفضول لدى بعض الأشخاص.
- اعتقاد شعبي خاطئ بأن الفحم "ينظف الجسم" أو يزيل السموم.
- ارتباطه النفسي لدى بعض الحالات بنكهة أو ملمس معين يجلب شعورًا بالراحة.
لكن يجب التوضيح أن تناول الفحم العادي (غير الطبي) خطر للغاية، فقد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، انسداد الأمعاء، ونقص امتصاص العناصر الغذائية. الاستخدام الطبي الآمن للفحم يكون فقط في صورة الفحم النشط، الذي يُعطى في المستشفيات بجرعات محسوبة لعلاج بعض حالات التسمم.
انحراف الشهية (متلازمة بيكا): عندما تتحول المواد غير الصالحة للأكل إلى "طعام"
|  | 
| الفئات الاكثر عرضة | 
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة بيكا
- الأطفال، خاصة بين عمر سنتين إلى خمس سنوات.
- النساء الحوامل، بسبب التغيرات الهرمونية ونقص بعض المعادن.
- المصابون بفقر الدم أو نقص الحديد.
- الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية أو طيف التوحد.
الأسباب المحتملة
لا يوجد سبب واحد واضح لظهور متلازمة بيكا، لكن الأطباء يشيرون إلى مجموعة من العوامل:
- النقص الغذائي: مثل نقص الحديد أو الزنك.
- العوامل النفسية: التوتر، القلق، أو الرغبة في تقليد الآخرين.
- العادات الثقافية: في بعض المجتمعات يُنظر إلى تناول الطين أو الفحم على أنه أمر "علاجي".
- اضطرابات النمو: مثل التوحد أو الإعاقة الذهنية.
المخاطر الصحية على المثالية بمتلازمة بيكا
انحراف الشهية ليس مجرد عادة غريبة، بل له عواقب وخيمة، خاصة إذا كان مرتبطًا بتناول مواد مثل الفحم:
- مشاكل هضمية: انسداد الأمعاء، آلام المعدة، والإمساك الشديد.
- تسمم: عند تناول مواد تحتوي على رصاص أو معادن ثقيلة.
- مشاكل غذائية: نقص امتصاص العناصر الأساسية مثل الحديد والكالسيوم.
- التهابات: نتيجة إدخال مواد ملوثة تحمل بكتيريا أو طفيليات.
|  | 
| مخاطر المتلازمة بيكا | 
علاقة الفحم بفقر الدم
الأبحاث تشير إلى أن بعض مرضى فقر الدم قد يطورون رغبة في تناول مواد غريبة مثل الطين أو الفحم. ورغم أن هذه الرغبة تبدو غير منطقية، إلا أن الجسم في الحقيقة يحاول "التعويض" بطرق خاطئة. لكن تناول الفحم لا يُعالج فقر الدم بل يُفاقم المشكلة، لأنه يعيق امتصاص الحديد والمعادن من الطعام.
كيف يُشخّص الأطباء الحالة؟
التشخيص يتم عبر:
- المقابلة الطبية: سؤال المريض عن عاداته الغذائية.
- الفحوص المخبرية: مثل تحليل الدم لاكتشاف نقص الحديد أو الزنك.
- التقييم النفسي: لمعرفة ما إذا كان الأمر مرتبطًا بالقلق أو اضطراب نفسي آخر.
طرق العلاج من متلازمة بيكا
- علاج النقص الغذائي: وصف مكملات الحديد أو الزنك.
- العلاج السلوكي: تدريب المريض على استبدال المواد الضارة بأطعمة طبيعية.
- العلاج النفسي: جلسات علاج معرفي سلوكي لمعالجة الأسباب النفسية.
- التوعية الأسرية: خاصة للأطفال، لتوجيه الأهل إلى كيفية التعامل مع السلوك.
|  | 
| علاج متلازمة بيكا | 
نصائح للوقايةمن متلازمة بيكا
- متابعة مستويات الحديد والزنك بانتظام، خاصة لدى النساء الحوامل.
- تعزيز النظام الغذائي الصحي الغني بالخضروات والفواكه.
- مراقبة الأطفال ومنع وصولهم إلى مواد خطيرة مثل الفحم أو الطين.
- نشر الوعي المجتمعي حول مخاطر انحراف الشهية.
الخلاصة
انحراف الشهية (Pica Syndrome) ليس مجرد سلوك غريب بل اضطراب معقّد قد تكون له أسباب غذائية أو نفسية أو اجتماعية. ومن بين المواد الأكثر شيوعًا التي يتناولها المصابون: الفحم. ورغم أن للفحم استخدامات طبية محدودة في صورة "الفحم النشط"، إلا أن استهلاكه العشوائي يُشكّل خطرًا على الصحة. لذلك فإن العلاج المبكر، التوعية، والاهتمام بالحالة النفسية والجسدية للمريض هي المفاتيح الأساسية للوقاية والتعافي.